قبل قليل، شهد سوق الفضة في شنغهاي موجة قوية، حيث واصل السعر تسجيل ارتفاعات جديدة، وكانت لعبة التصعيد القسري مثيرة للغاية.

الشرارة خلف هذه الموجة كانت رهانات السوق المتزايدة على خفض الفيدرالي الأمريكي لأسعار الفائدة. حيث وصلت احتمالية الخفض في التوقعات إلى أكثر من 85%. في نفس الوقت، تزداد التكهنات حول رفع بنك اليابان للفائدة، ما أدى إلى تصاعد قلق المستثمرين بشأن إنهاء صفقات الكاري تريد.

ظاهرياً، يبدو الأمر وكأنه وليمة للمعادن الثمينة. لكن إذا تعمقنا أكثر، هناك نقاط أكثر أهمية يجدر التوقف عندها:

**العطش للسيولة المالية بات يتغلغل في كل زاوية:** حتى سوق بحجم الفضة شهد ضغطاً تصاعدياً بسبب شح المخزون وتغير التوقعات، ما يوضح مدى تعطش الأسواق العالمية للسيولة السهلة. رأس المال يبحث في كل مكان عن أي أصل يمكن نسج قصة حوله، وهذه الحالة النفسية بحد ذاتها وقود للحركة.

**سلوك السوق يتحول من البحث عن الاستقرار إلى مطاردة الارتفاعات:** صعود الفضة الحاد ليس فقط لأنها ملاذ آمن، بل لأنها أيضاً تُعد من أكثر الأصول حساسية تجاه السياسات التيسيرية والتحفيز الاقتصادي. هذا المنطق الأساسي يتشابه مع العملات الرقمية، وخاصة الأصول مثل ETH التي تمثل مستقبل الاقتصاد الرقمي. ارتفاع توقعات خفض الفائدة يعني عملياً تقليل عتبة المخاطرة في الاحتفاظ بالأصول عالية المخاطر.

**انقسام السياسات النقدية بين الشرق والغرب أصبح محوراً جديداً:** سبق أن أشرت إلى احتمالية رفع بنك اليابان للفائدة، وهو ما سيدفع الأموال الموجهة للأربيتراج إلى العودة، وسيكون ذلك بمثابة ضربة للأسواق على المدى القصير. لكن الآن، توقعات خفض الفيدرالي للفائدة أقوى بكثير، وهناك قوتان تتجاذبان السيولة العالمية. هذا سيزيد من التقلبات على المدى القصير، لكن على المدى المتوسط والطويل، إذا أعادت البنوك المركزية الكبرى في الغرب فتح صنابير السيولة، سيكون لذلك أثر كبير على ارتفاع منسوب المخاطر في الأسواق العالمية.

ما علاقة هذا بسوق الكريبتو؟

الأمر واضح جداً—لا تنظر لأي سوق بمعزل عن غيره. السيولة تنتقل، والمنطق متشابه، والمشاعر معدية.