الأسواق كلها تنتظر أن يقوم الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي بخفض أسعار الفائدة، لكن فجأة جاء البنك المركزي الأوروبي بحركة عكسية تماماً—ليس فقط أنه لا ينوي خفض الفائدة، بل يفكر حتى في رفعها!

نعم، لم تخطئ في القراءة. ممثلة الصقور داخل البنك المركزي الأوروبي، شنايبيل، أعلنت مؤخراً بشكل علني ونادر موافقتها على توقعات السوق برفع الفائدة. وكان سببها مباشر جداً: أسعار الفائدة الحالية وصلت إلى الحد الأدنى، أما مخاطر الاقتصاد والتضخم؟ لا تزال في تصاعد. بمعنى آخر، لا تتوقع أن يتراجع البنك المركزي الأوروبي، فمعركة مكافحة التضخم لم تنته بعد.

هنا تصبح الأمور مثيرة للاهتمام. من جهة هناك الاحتياطي الفيدرالي يستعد لضخ السيولة، ومن جهة أخرى البنك المركزي الأوروبي قد يشد الحزام أكثر. اثنان من أكبر البنوك المركزية في العالم، وكل واحد في اتجاه معاكس تماماً.

ماذا تعني هذه الاختلافات في السياسات؟ تدفقات رؤوس الأموال العالمية ستشهد تقلبات حادة، وسوق العملات قد يشهد إعادة ترتيب كبيرة، وحتى سوق العملات الرقمية لن يكون بمنأى عن ذلك. هل سيضعف الدولار أم سيقوى؟ هل سيعود اليورو فجأة للمقدمة؟ وكيف سيتعامل كل من البتكوين والإيثريوم مع هذا الشد والجذب على المستوى الكلي؟

بكل بساطة، هذه ليست تقلبات سوقية عادية، بل اختبار نهائي لنفسية واستراتيجيات جميع المتداولين. هل أنتم مستعدون؟