أعلن بنك اليابان المركزي في 18 ديسمبر عن بدء رفع أسعار الفائدة رسمياً، وهذا مجرد البداية. قد يظن الكثيرون أن هذا الأمر لا علاقة له بعالم العملات الرقمية، لكن في الواقع، قد يكون هذا أقوى ضربة تؤثر على سوق الكريبتو هذا العام.

بشكل مباشر، أحد الأسلحة السرية لسيولة سوق العملات الرقمية خلال العقد الماضي كان "المراجحة بالين الياباني". ماذا يعني ذلك؟ ببساطة: تقترض الين بتكلفة شبه صفرية، تحولها إلى دولارات، ثم تشتري أصول مثل البيتكوين بشكل مكثف. هذه الطريقة أدخلت سيولة ضخمة إلى السوق. الآن بنك اليابان سيغلق الصنبور، وتكلفة الاقتراض في ارتفاع مستمر، فكيف ستستمر هذه اللعبة؟

ما قد يحدث بعد ذلك هو التالي: الأموال التي كانت تربح من المراجحة بالين ستضطر لبيع أصول الكريبتو، وتحويلها لدولار، ثم شراء الين لسداد الديون. هذا ما يسمى "موجة إغلاق المراكز".

ماذا سيحدث بعد هذه العملية؟

**السيولة ستتبخر مباشرة.** تريليونات من أموال المراجحة ستخرج، والسوق سيفقد دعمه في لحظة، كأنك أزلت الأساس من تحت البناء.

**المتداولون بالرافعة المالية في ورطة.** تقلبات سعر الصرف مع هبوط أسعار العملات الرقمية سيؤدي لانهيار متتالٍ في المراكز ذات الرافعة العالية، مثل قطع الدومينو.

**انتشار الذعر.** البيتكوين كأصل مخاطرة أساسي سيكون أول المتضررين، وتاريخياً كل تشديد للسيولة يتبع هذا السيناريو.

ومع ذلك، الأزمات ليست كلها سيئة. حين يسيطر الذعر على السوق، غالباً ما تكون هذه فرصة لإعادة ترتيب المراكز. مثلاً، فكرة البيتكوين كـ"أصل فوق سيادي" قد يعاد تقييمها في ظل الاضطرابات المالية التقليدية. وأيضاً، مثل هذه الفوضى ستقضي على المشاريع الرديئة التي تعتمد على الرافعة أو الفقاعات، وستتجه الأموال في النهاية للأصول الحقيقية ذات القيمة.

إذاً يبقى السؤال: عندما يجف أرخص مصدر سيولة في العالم، هل ستنتظر وتراقب أم تبحث عن فرصة وسط الفوضى؟ السوق لا يفتقر للتقلبات، بل يفتقر لمن يفهم منطق هذه التقلبات.