العام الماضي في الصيف جاني اتصال صوتي، وكان صوت البنت على الطرف الثاني يرتجف: "أنا خسرت 300 ألف دولار في تداول العملات، والحين ما بقى معي إلا 10 آلاف دولار... أحس حياتي انتهت."

وقتها حسيت بحرقة في قلبي. بعدين راجعت سجل تداولها، وكانت تصرفاتها تصرفات مبتدئة: تشوف العملة تطير تدخل بسرعة، وإذا انعلقت تصبر وتنتظر التعويض، وإذا تحمست تدخل بكل رأس مالها. كل خطتها كانت فوضى.

ما علمتها على طول كيف تتداول، قلت لها ترتاح أسبوع وتراجع كل صفقة خسرت فيها، وتحاول تعرف وين أخطأت بالضبط.

بعد أسبوع، هي بنفسها استوعبت: 90% من الخسارة كانت بسبب حاجتين—ما تقدر تسيطر على نفسها ودائمًا تتسرع، وثانيًا ما تلتزم أبدًا بخط وقف الخسارة.

عشان تعالج هالمشكلتين، قلت لها تفرض على نفسها قانونين صارمين: خسارة الصفقة الوحدة ما تتعدى 5%، وإذا خسرت 10% من رأس مالها في يوم واحد توقف التداول فورًا، حتى لو الفرص بعدها مغرية.

وعلمتها استراتيجية "حماية رأس المال": تتداول فقط على العملات الرئيسية مثل BTC وETH في مناطق الدعم أو المقاومة، ووقف الخسارة يكون خارج النقطة الرئيسية بـ1.5%، وما تتأمل كثير؛ وإذا صفقة ربحت 5%، تسحب رأس المال وتخلي الأرباح تكمل، عشان لو رجعت السوق على الأقل رأس المال محفوظ.

وفي حركة بسيطة ثانية: من الـ10 آلاف دولار، تخصص 2000 دولار وتوزعها على 3 عملات صغيرة. لكن مو تشتري عشوائي، لازم تراقب مؤشرين:
الأول: بيانات السلسلة تبين إن كبار المستثمرين ما باعوا وحافظين على مراكزهم؛
الثاني: رصيد العملة في المنصات ينقص باستمرار، وهذا غالبًا إشارة إن في أحد يجمع العملة بهدوء استعدادًا لرفعها.

وبعد خمسة شهور، أرسلت لي وقالت إنها مو بس رجعت 300 ألف دولار، بل كمان ربحت زيادة 50 ألف دولار.

بصراحة، في هالمجال، 10 آلاف دولار أبدًا مو نهاية الطريق. أغلب الناس يخسرون لأنهم مستعجلين يعوضون خسائرهم، ويبغون يعوضون كل شي بصفقة وحدة، وكل ما استعجلوا زادت خسائرهم.

الخلاصة، موضوع تداول العملات ما هو سباق مين يربح أسرع، بل مين يقدر يصمد أكثر.