في ديسمبر هناك حدثان كبيران في السياسات النقدية سيحدثان في نفس الوقت، اتجاهاتهما متعاكسة تماماً، لكن كلاهما قد يقلب سوق العملات الرقمية رأساً على عقب.

أولاً: اجتماع الفيدرالي الأمريكي في 10 ديسمبر.
توقعات خفض الفائدة أصبحت شبه مؤكدة—أداة CME FedWatch تظهر أن الاحتمالية فوق 85%. خفض الفائدة يعني سيولة أكثر في الدولار، وبالمنطق هذا إيجابي لأصول المخاطر مثل البيتكوين. السوق من المفترض أن يحتفل بهذا.

لكن لا تفرحوا كثيراً.

الحدث الثاني أكثر أهمية: اجتماع بنك اليابان في 19 ديسمبر.
كازو أويدا مؤخراً يطلق تصريحات متشددة بشكل متكرر، والسوق يراهن بقوة أن هذه المرة سيتم إنهاء عصر الفائدة السلبية، وربما رفع الفائدة مباشرة بـ25 نقطة أساس. إذا حدث هذا فعلاً، الين سيرتفع، وستبدأ سلسلة من التفاعلات—خلال السنتين الماضيتين، عمليات (Yen Carry Trade) التي كانت تعتمد على الاقتراض بالين وتحويله للدولار للاستثمار في العملات الرقمية والأسهم، سيتم إغلاقها على نطاق واسع. سرعة سحب هذه الأموال ستكون أسرع بكثير من وتيرة ضخ السيولة من الفيدرالي.

وهنا يكمن التناقض: الفيدرالي يريد ضخ سيولة في السوق، بينما بنك اليابان يسحب السيولة.
بالإضافة إلى أن تداولات الين كانت دائماً بمثابة مصدر أموال خفي لسوق الكريبتو. إذا راجعت التاريخ—في 2016، 2022، وأيضاً أغسطس 2024، كل مرة تم فيها إغلاق تداولات الكاري ترايد بالين، هبط البيتكوين من 20% إلى 50%. الدرس كان دائماً قاسياً.

تقييمي الشخصي (مجرد رأي شخصي):
خفض الفائدة في 10 ديسمبر قد يسبب ارتداداً بسيطاً، أو حتى يكون إشارة على "نفاد الأخبار الجيدة".
أما لو فعلاً رفع بنك اليابان الفائدة في 19 ديسمبر، غالباً سيؤدي إلى موجة بيع وذعر جديدة.

الخطر الحقيقي في 19 ديسمبر، وليس في 10 ديسمبر.

أنصح بالحفاظ على مرونة عالية قبل منتصف ديسمبر، والاحتفاظ بكميات كافية من الكاش، وعدم الدخول بكامل السيولة لاقتناص القاع. في السوق الهابطة غالباً الأخبار الجيدة ليس لها تأثير، بينما الأخبار السيئة تكون مضاعفة.

ما رأيك؟ هل سيولة الفيدرالي أقوى، أم عمليات تصفية الين أشد تأثيراً؟