الضغط البيعي الرئيسي في السوق مؤخرًا جاء فعليًا من مجموعتين: من جهة، حاملو المدى الطويل (LTH) يجنون الأرباح ويغادرون السوق، ومن جهة أخرى، حاملو المدى القصير (STH) يبيعون بدافع الذعر بعد أن علقوا في الخسارة. المجموعة الثانية تبيع فقط خوفًا من استمرار الهبوط وعدم قدرتهم على التحمل، أما المجموعة الأولى فهي تتصرف وفق سيناريو الدورة الأربع سنوات المعتاد—ففي النهاية هذه النظرية لم تُدحض بالكامل بعد.

مع ذلك، وتيرة تحرير الضغط البيعي لها إيقاع. بالنسبة لحاملي المدى القصير، بعد انفجار موجة الذعر، طالما أن الأسعار لا تنهار بشكل حاد مجددًا، فإن البيع سيهدأ طبيعيًا—بصراحة، من الذي سيتحمل بيع الـBTC عند أدنى الأسعار فعلاً؟ أما بالنسبة لحاملي المدى الطويل، فعندما تنخفض نسبة أرباحهم المحققة، ستضعف رغبتهم في البيع لجني الأرباح، وهذا أمر طبيعي في النفس البشرية.

هذا المنطق سبق أن ذكرته مرارًا من قبل، لكن عند الهبوط الحاد للأسعار يسيطر الذعر على الجميع ويغطي العواطف على التحليل العقلاني. الآن حان الوقت لننظر إلى الوراء ونرى هل السيناريوهات تلك ثبتت صحتها بالبيانات أم لا.

من خلال بيانات السلسلة، ومع استمرار تقلص نسبة أرباح LTH، انخفضت كمية العملات التي ينقلونها إلى البورصات بشكل واضح بعد أن كانت في ارتفاع تدريجي سابقًا. هل هذه إشارة إيجابية كافية؟ أظن أن الجواب واضح جدًا.

جانب العرض بدأ يستقر تدريجيًا، لكن جانب الطلب ما زال ضعيفًا. أداء المستثمرين الجدد—سواء من حيث نمو العناوين أو حجم الحيازة—لا يُعد جيدًا. عدد العناوين الجديدة استقر بالكاد بعد فترة من الانخفاض، لكن حجم حيازة الـBTC من الأموال الجديدة ما زال ضعيفًا. حتى يخرج السوق فعليًا من الركود، لا يكفي فقط أن يمتنع اللاعبون القدامى عن البيع، بل يجب أن نشاهد متى سيجرؤ "المستثمرون الجدد" على الدخول بقوة لشراء ما يُعرض.