اليوم وأنا أراقب السوق لاحظت تغيرًا دقيقًا جدًا في أحد البيانات—

رصيد البيتكوين في منصات التداول المركزية انخفض إلى حوالي 1,800,000 عملة.

ما معنى هذا الرقم؟ إنه أدنى مستوى منذ عام 2017. ثمانية أعوام كاملة لم نشهد فيها مثل هذا المخزون المنخفض.

قد يظن الكثيرون أن السبب هو السوق الهابطة وأن المستخدمين توقفوا عن التداول، لكن الحقيقة عكس ذلك تمامًا. ما يحدث فعلًا يستحق الانتباه أكثر: هناك من يسحب السيولة القابلة للتداول بشكل منهجي من السوق.

ارتفاع الأسعار أو انخفاضها هو مجرد ظاهرة سطحية، لكن الهيكل الأساسي للسوق يشهد تحولًا جذريًا—رصيدك من البيتكوين يتناقص، وكمية البيتكوين القابلة للبيع عبر الشبكة كلها كذلك تنخفض في نفس الوقت.

**لماذا انخفاض أرصدة المنصات بشكل مستمر أمر مهم جدًا؟**

لأن هذا يغير بشكل مباشر قاعدة العرض والطلب الأساسية. عندما ينخفض المعروض القابل للتداول، فهذا يعني أن كمية "الذخيرة" المتاحة لضغط الأسعار للأسفل أصبحت أقل. من يريد البيع لن يجد كمية كافية، ومن يريد الشراء عليه أن يلاحق الأسعار للأعلى.

السوق كله يدخل في حالة "جفاف"—حيث يصبح السعر حساسًا جدًا لأي تقلب في الطلب.

ما معنى 1,800,000 عملة؟ أقل من حتى أكثر الأوقات جنونًا في سوق 2017 الصاعد. إذا ظهر الآن طلب مؤسسي على شراء 100,000 بيتكوين، قد يجف السوق فورًا ويحدث ارتفاع عنيف في الأسعار.

**الإشارة الأكثر أهمية ليست "الرصيد المنخفض" بل "استمراره في الانخفاض"**

رئيس قسم الأبحاث في BRN ذكر مؤخرًا وجهة نظر أراها دقيقة جدًا:
"زخم الأسعار محدود، لكن الهيكل الأساسي يتحسن بثبات."

بترجمة هذه العبارة: ربما السوق لم يشهد ارتفاعًا كبيرًا، لكن السيولة تُسحب بهدوء طوال الوقت.

هذه الحالة تستحق الانتباه أكثر من مجرد صعود الأسعار. لأنها تعني أن هناك رؤوس أموال تجمع العملات باستمرار دون الاهتمام بتقلبات الأسعار قصيرة الأجل. وعندما تُقفل هذه السيولة لحد معين، يكفي محفز واحد فقط ليشعل السوق بالكامل.